ط رجاااااااااااءً الكل يقرأهذه القصة ويعطيني رأيو هي القصة من تأليفي صرلي 7 شهور عبكتب فبها ياااااااااااااااريت الكل يكتب الصراحة وكيف شاف القصة ومن دون مجاملات .
طهر الروح...
إهداء
إليكما يا من سهرتُما لراحتي وربيتموني على فطرة الإسلام
أمي وأبي
إليك يا من ساعدتني في إتمام هذه القصة يا من وقفتي بجانبي وأعطيتني الدعم الكامل يا من زرع الأمل في قلبي
شقيقتي :غفران
إليكم يا من ساندني ووقف بجانبي في كافة المحن والصعوبات
أصدقائي
أهدي ثواب هذه القصة إلى جميع قارئيها
إيمان
هل الحياة جمالُ أم حسرةً وحزنٌ هل الحياة حبٌ وفرحٌ أم ألمٌ وخوفٌ من المستقبل بسبب الماضي.........
يا ليت جميع البشر والمخلوقات يرون الحياة بأنها امتحانٌ للآخرة لأن للأسف البعض يرونها متعةً لهم وتسليةً ولهو.
هل الحياة عند جميع البراعم جميلة نحن نعلم أن الأطفال يتمتعون بروح الفرح وحب الحياة ولا يعرفون حزنها وهمومها....
هل يجب على الأطفال الصغار أن يثقوا بأهلهم ومن حولهم أم لا ؟
تساؤلات كثيرة فهل لهذه التساؤلات إجابات.!؟
إنما الحياة زائلة وفانية لا محالّ وإن كل نفس سوف يدركها الموت عاجلاً أم آجلاً فيا ليت جميعنا نستعد لهذا اليوم ولا أحد يغتصب أحد أو يعتدي على حقوقه.
يمنى طفلة في السابعة من عمرها كانت تحب الحياة حباً جماً كانت تراها إنها فرح ومرح وسرور ولعب ولهو فهي كالعصفور الصغير في النهار تطير...
وروح الفرح تحملها على أيامها وتلعب مع أصدقائها في الحي ويأتي الليل وتنام في حضن أمها مغمورة بكل الأمان ..... بكل الحنان.....
يمنى فتاة جميلة بكل معنى الكلمة كانت تتمتع بشعرٍ ذهبي وعينان زرقاوان وبشرةٍ شديدة البياض.
كانت هذه الطفلة جميلة تحب عائلتها كثيراً وتحب أصدقائها ومعلميها ومدرستها كانت تحب جميع البشر والمخلوقات لا تعرف الكره والأنانية.
ولكن كل ما تتمتع فيه هذه الطفلة البريئة ذهب مع الريح من بعد ما جاء يوم أسود على هذه الطفلة.....
هي الآن في العاشرة من عمرها .... صغيرة ..ولكنها تتمنى الموت كل ساعة بعدما مرّت عليها أيام عصيبة تلاها يوم أسود كالجحيم .... تحولات غيرت حياتها , جعلتها إنسان آخر... وروح أخرى ... والذي يراها الآن لا يعرف أنها ذاتها يمنى ذلك العصفور المغرد...
بدأت المصائب والفواجع بموت أمها ... وموت الحنان والأمان في حياتها...
ذهبت أمها و أخذت معها الضحكة والفرح والأمل .....
فما كان من الأب الذي فقد زوجته سوى أن يشبع رغباته بابنته القاصر......عوضاً عن أن يكون لها السند والدعم والحماية كان أول وحش كشر عن أنيابه لافتراسها كلبوة ضعيفة لا حول لها ولا قوة ...
يوم دمر حياتها وجعلها أسيرة الموت أسيرة الحزن والألم .. جعلها تتمنى أن يأخذ الله منيتها في كل ثانية من عمرها .
إن هذا الأب الخسيس اغتصب ابنته القاصر ليلبي طلب غريزته وشهوته الحرام فهل من أحد سمع صوت هذه الطفلة البريئة وهي تصرخ بأعلى صوتها : "ساعدوني ......... ساعدوني .......... أنقذوني من هذا الذئب البشري " .
هل من أحد خلصها ؟؟
لا , لم ينقذها أحد ولم يسمع صوتها وصريخها أحد, وهل من أحد يوسخ شرفه وعرضه بيديه ...!!!!!!!!!؟؟؟؟
نعم هناك من يفعل ذلك ويوسخ شرفه , هم الخونة والفجّار وضعيفي الإيمان .إن هذه النعجة الصغيرة لم تجد أحد تلجأ إليه لم تجد أمٌ قريبة منها, لم تجد ملجأ من شرور هذه الدنيا وسفالتها ..بل من شرور أبيها وسفالته......لم يكن لها سواه , ولم يؤذيها ويدمّر حياتها سواه ....
ولكن قررت هذه الطفلة الصغيرة أن تبوح بما فعله والدها بها لأي شخص كانت تريد معاقبة والدها بما فعله بها ولكن من بعد ما تمت الجريمة طلب الذئب الذي أغتصبها منها عدم القول لأحد بهذا الذي حدث بينهما لأن إذا قالت سوف تنتهي حياته سوف تسوء سمعته سوف تتغير نظرة أولاده تجاهه لكن هذا الأب الجبان لم يحسب حساب كل ذلك عندما أغتصب ابنته القاصر المليئة بحب الحياة والناس .
وبسبب براءة هذه الطفلة وحنانها على والدها وخوفها من تهديده عندما قال لها إذا أخبرتي أحد بهذا الذي حدث سوف أحرق البيت وتموتين أنت وأموت أنا .
نعم هذه الطفلة لم تخبر أحد لكن هذا الحادث المؤلم بقي في ذاكرتها بقيت تتخيله دائماً ولا يمكن لأي مخلوق على الأرض أن يمسح من ذاكرتها ذلك اليوم الأسود التعيس لكن خطأ يمنى بأنها لم تخبر أحد بالذي حدث معها لأن والدها عاود اغتصابها مرة ثانية وثالثة وأكثر......
وفي كل مرة كان يهددها وبسبب صغر سنها كانت تصدق أن والدها سو يقتلها إذا باحت لأحد بهذا السر, فيا حسرتاه على هذه النعجة المسكينة التي بقيت أسيرة هذا الحادث الكريه .
إن حقد هذه الفتاة لوالدها كان يزداد كلما نظرت في عيناه التي تشبه عينان الذئب الذي ينظر إلى النعجة ويجهز نفسه لافتراسها ,استمر اغتصاب والدها لها حتى عندما أصبح عمرها ثلاثة عشرَ عاماً أي أنها أصبحت في سن البلوغ وقررت هذه الفتاة البريئة أن تبوح لصديقتها.. لكن صديقتها والتي كانت تعتبرها صديقتها خانتها وطعنتها في ظهرها عندما باحت بما قالته لها يمنى لإدارة المدرسة والكارثة الكبرى عندما استدعت إدارة المدرسة شقيقها عماد وليس والدها وذلك بسبب سفر الأب إلى الكويت للعمل وعندما سمع عماد الكلام الذي قالته الإدارة عن شقيقته يمنى وأنها غير شريفة أنكر ذلك وقال :أنا أختي أشرف من الشرف ولكن الإدارة لم تستمع لقول شقيقها وقررت أن تخضع يمنى للفحص الطبي وعندما تم فحصها تم بعث النتيجة للتحليل لكن الله يستر على عباده ولا يريد أن يفضح هذه الفتاة البريئة لذلك أخطأ الطبيب بين نتيجتها ونتيجة غيرها وقال إن الفتاة لا يوجد فيها شي قد يشكك في عذوبتها , عندها قررت الإدارة بمعاقبة صديقتها الخائنة التي لم تؤتمن على سر وبعد عودة والدها من السفر أخبره عماد بكل ما حدث مع يمنى في المدرسة .
عندما بدأ عماد بالحديث كادت نفس هذا الذئب الخسيس أن تنقطع من خوفه ولكن من بعد ما قال له عماد النهاية ارتاح .
وعندما ذهب عماد إلى عمله بقيت يمنى مع والدها في البيت فقام هذا الأب بضربها ضرباً مبرحاً على جميع أعضائها بسبب إخبار صديقتها عن كل شيء .إن هذا الذئب يريد أن يفعل بهذا الفتاة البريئة كل شي وهي يجب عليها أن تبقى ساكتة ولا تقول لأحد.
كان الحقد في قلب يمنى يزداد أكثر فأكثر لهذا الأب الجبان الذي لم يعرف العطف والحنان في حياته ولقد كان هذا الحقد كبير في قلبها كاد قلبها أن ينفجر من شدة حقدها على أبيها ولذلك قررت في يوم من الأيام أن تقتل والدها حتى تنتقم لنفسها وخططت أن تغرزه بسكين ولم يكن يهمها شيء إن أخذتها الشرطة أو إذا ضاع مستقبلها فهي كانت تريد انا تنتقم فحسب ولكن هذه الخطة فشلت لأن والدها أحس بها وقاومها واستطاع أن يخلص السكينة من بين يديها.
ومن تلك الليلة أصبح يسجن ابنته في غرفة نومها من الصباح إلى المساء ولم يدعها تخرج من هذا السجن إلا للحمام .
ومرت الأيام وسافر والدها إلى الكويت مرة أخرى وعند عودته لم يعد لوحده بل عاد مع زوجةٍ لم تعرف الشفقة والرحمة في حياتها
لقد كانت هذه الزوجة تمارس العنف مع يمنى دائماً وحصلت بينها وبين يمنى قصة مثل قصة سندريلا وزوجة أبيها ولكن في قصة يمنى لم يوجد أمير يتزوج يمنى ويخلصها من ظلم وعذاب زوجة أبيها لها بل استمر الظلم على يمنى المسكينة ولقد كان والدها لا يستطيع أن يفعل شيء مع زوجته وكان القرار الأول والأخير لها في المنزل وكانت تأمر زوجها الخائن وكان الزوج يجيب ولم يكن يرد لها أي طلب ولو طلبت منه أن يرمي نفسه في البحر لفعل ورمى نفسه من شدة خوفه منها فيا ليته كان يخاف من الله سبحانه وتعالى مثل ما يخاف من زوجته لقد كان ينفذ كل ما تأمره به كانت تقول له اضرب ابنتك كان يضربها كانت تقول امنع ولدك من المجيء إلى هذا المنزل ولقد كان يفعل ويمنعه من المجيء إلى المنزل ولا يمكننا أن نعطيه لقب الأب لان الأب الحقيقي لا يفعل هذا بأولاده الأب الحقيقي يدافع عن أولاده لو مهما حصل ويقدم روحه فداءً لهم .
وكانت هذه المرأة المتوحشة تحملها ليمنى مسؤولية كل شيء يحصل في المنزل من مشاكل وغيرها كما كانت تلقي كل أنواع الاهانات عليها .
ويوماً من الأيام عند سفر أبيها أمرتها زوجته والتي كان اسمها "هيلدا" أن تنظف المنزل , ويمنى المسكينة نفذت طلب تلك المرأة المتوحشة وعندما كانت تنظف أثاث المنزل كسرت إبريق الحليب الذي كان لزوجة أبيها وهو غالي عليها كثيراً لأنه هدية من والدها وعندما علمت هذه المرأة المتوحشة بما حصل سجنت يمنى هذه الفتاة المسكينة في غرفةٍ مظلمةٍ و كانت في كل يوم تقتلها حتى يصل صوت صريخها إلى الخارج وقبل عودة الأب من السفر أخرجت هيلدا يمنى من الغرفة المظلمة وخططت أن تدبر لها مكيدة كي تتمكن من طردها خارج المنزل فقررت أن تطلب من أخيها أن يضربها على عينها لكي تورم وتلتهب وتقول لزوجها المصون عندما يسألها عن التصبغات على جسم ابنته وهذه التصبغات طبعاً أثر الضرب والقتل من زوجة ابيها أن هذه ابنتك الخبيثة ضربتني على عيني عندما كنت اسألها بكل رفق لماذا تأخرتي عند صديقتك فرفعت يدها وضربتني على عيني وقالت لي إن هذا الأمر لا يعنيك أنت لست أمي حتى تسأليني هذا السؤال ودفاعاً عن نفسي أبعدتها عني, وعندما أبعدتها سقطت من أعلى الدرج إلى أسفله لان الحوار بيني وبينها كان يدور بالقرب من الدرج وبالفعل تحقق كل ما خططت له هذه الزوجة اللعينة التي لم تعرف رحمةً وعطفاً في حياتها و قدمت نفسها بثوب الضحية والهدف من ذلك كما ذكرت هو التخلص من يمنى الفتاة البريئة من المنزل لكي تعيش هي حياة سعيدة مع زوجها المصون وكانت تعتقد أن يمنى صاحبة الوجه البريء هي التي تجلب الحظ السيء إلى المنزل وهي أساس التعاسة فيه وكل ما يحصل في المنزل من شر كانت تقول لها إن كل هذا بسببك يا صاحبة الوجه المشؤوم ولم تقل أن كل شيء يحصل في المنزل من شرر هو من قضاء الله وقدره وشر نفسها وزوجها ......
قالت لزوجها كل ما خططت أن تقوله والدموع تنهمر من عينيها بغزارة وبسبب رقة قلب هذا الزوج الحنون صدق كل ما قالته زوجته ولم يصدق ابنته البريئة التي لم تستطع أن تقنعه أن كل هذه الخطط تم تخطيطها لها من قبل زوجته.
عندها طلبت زوجته منه أن يخرج ابنته من البيت وأن يمنعها من العودة ولكن سألها إلى أين سوف آخذ ابنتي فهي ليس لديها أحد غيري في هذه الدنيا و فقالت له هذه المدبّرة العظيمة : " خذها إلى ملجأ الأيتام يوجد هناك من يهتم بها ويرعاها أكثر مني ومنك ومن يسمع هذا القول يقول
ماشاء الله يا لها من زوجة أب حنونة إنها تريد مصلحة وراحة ابنة زوجها ) "ولكن للأسف هي عكس ذلك " وأنا أخاف يوماً من الأيام أن تقتلني وأنت في سفرك " وأوهمت زوجها بالحجج التي يمكن لأي رجل أن يقتنع بها إذا كان يسمع كلام زوجته وينفذ رغباتها حاضراً وغائباً .
نفذ الأب المفعم بالحنان كل ما طلبته منه زوجته المصون ووضع ابنته في الملجأ المليء بالظلم والحزن والعذاب والقتل فهي لم تكن تعيش حياة أفضل من تلك مع زوجة أبيها , وضعها والدها ولم تنزل له دمعة على فراقها وضعها ولم ترف له عين لقد كان مسرور جداً لأنه نفذ طلب زوجته ولقد تقصدت زوجة أبيها أن تضعها بمثل هذا الملجأ لكي تدمرها وتزيد يأسها وإحباطها وخوفها من المستقبل آه آه كم توجد في هذه الأمة أناسٌ لا تخاف الله أبداً و لا تخاف من عذاب الله يوم الحساب يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون .
ولم يكن أحد يزورها في الملجأ لان أخاها كان يدرس خارج البلاد وكلما يسأل عن أخته ويطلب أن يكلمها كانوا يقولون له أختك على ما يرام وهي لن تتمكن الآن أن تتكلم معك لأنها مشغولة بدراستها ونحن لا نريد أن نلهيها عن دراستها ومن يسمع هذا الكلام يقول كم هؤلاء الأهل يخافون على مصلحة ابنتهم, ولم يزورها أحد سوى أبيها و في الشهر مرة بسبب انشغاله بزوجته وعمله .
ولكن كانت يمنى الفتاة الجميلة تقضي في الملجأ أشياء وأشياء لم تكن تخلص من ظلم زوجة أبيها حتى جاءها ظلم الملجأ كان كل ما يحصل في الملجأ من سرقة أو مشاكل أو غيره كانوا يتهمون يمنى ويوجهون أصابع الاتهام إليها وإلى غيرها من الأطفال المساكين الذين مثلها وكانوا يتهمون يمنى لأنه لا يوجد أحد من أهلها يملأ جيوب العاملين في الملجأ من مشرفين وغيره بالمال يا الله ما هذه الدنيا الفانية وما هؤلاء العباد الفاسدين في المجتمع يظلمون فتاة بريئة لأن جيوبهم فارغة ولا يوجد أحد من أهلها يملؤها وكانت مربية الملجأ تحرق أصابعها وأصابع جميع الأولاد بأعواد الثقاب بحجة تربيتهم .
ولكن أية شريعة وأي دين يقول بالتعذيب والتنكيل نستطيع أن نربي أولادنا ونقوي شخصيتهم كل هذا يدمر المجتمع وينشر فيه الفساد ويشتت الأمة والمجتمع ويدمر شخصيات أبنائنا ولكن يمنى لم تحتمل هذا العذاب فقررت أن تهرب من هذا السجن المظلم ومن هذا العذاب إلى حريتها وأملها ولكن أيضاً بعيداً عن أهلها ولكن كيف ستهرب من هذا الملجأ الذي يقف على بابه ليلاً ونهاراً حارساً وجداره عالي لا يمكنها ان تصعد عليه حتى تهرب ولا يوجد أحد في الملجأ تعرفه وتتفق معه حتى يهربها استمرت يمنى أيام تفكر كيف ستهرب من هذا السجن المظلم ولم تجد طريقة حتى فقدت الامل في أن تهرب من هذا الملجأ حتى قررت أن تقبل بهذا الواقع الذي تعيشه ورضيت بقسمتها رضيت بما كتبه الله لها فهذا هو المؤمن الحقيقي يخاف الله ويقبل بقسمته ونصيبه .
استطاعت يمنى أن تتأقلم على جو الملجأ يومً بعد يوم و تعرفت على صديقة كان اسمها سها كانت قصتها تشبه قصة يمنى أيضاً دخلت الملجأ بحيلةٍ من زوجة أخيها حيث كانت زوجة أخيها هي المسيطرة على المنزل و كان شقيقها مكفل برعايتها بسبب موت والدها ووالدتها , وشقيقها هو المعيل الوحيد لها في هذه الحياة تخلى عنها أيضاً بسبب زوجته على العلم أن والدته كانت توصيه دائماً أن يرعاها بعد وفاتها ولكن هذا الولد المطيع خالف أمر والدته وفعل العكس ... تخلى عن أخته وكانت سها واحدة من الاشخاص المعذبين في الملجأ ولم يكن أحد يزورها سوى شقيقها وكانت زيارته قصيرة جداً .
تقاسمت يمنى همومها مع سها واستطاعت أن تتفق معها ونشأت بينهما علاقة وثيقة كانت هذه العلاقة علاقة مودة وكانت كل واحدة تشعر بطمأنينة تجاه الأخرى وأصبحتا تأمنان بعض على الأسرار لكن يمنى لم تؤمن سها على سرها الذي قالته لصديقتها في المدرسة لأنها تعلمت من درسها الأول و لا يجب أن نؤمن أحد من الناس على سرها الذي قد يسبب إنهاء حياتها بل يجب أن يبقى مكتوماً بداخلها لأن قلب البشر في هذه الدنيا لا يمكن أن يؤتمن على شيء ويجب أن نكمن الأسرار التي تهدم مستقبلنا في قلوبنا ولا يجب أن نبوح بها لأحد .
سكنت يمنى في هذا الملجأ حوالي العامين ولقد واجهت صعوبات ومشاكل كثيرة و كانت صديقتها تصبرها وتزيد الإيمان في قلبها كم كانت صديقة حنونة ,كانت سها بغاية التواضع والحنان والشفقة على يمنى إنها صديقة لا مثيل لها كانت تحزن على حزن صديقتها وتفرح على فرحها , لكن دائماً يوجد أشخاص يريدون أن يستغلوا هذه الصلة بين الأصدقاء لأهداف شخصية قد تهدم وتخرب العلاقة بينهم ومربية الملجأ هي إحدى هؤلاء الأشخاص حيث أرادت أن تستغل الصداقة بين يمنى وسها و تُدمر يمنى على يد صديقتها كانت تريد أن تتخلص من يمنى في الملجأ لأنها كانت دائماً تقف مع الحق وتدافع عن نفسها وعن الأطفال في الملجأ وكانت تسعى لمعرفة الحقيقة مهما كلف الثمن .
لقد كانت هده المربية قاسية لا تعرف الشفقة والعطف والحنان في حياتها كانت دائماً تعذب الأطفال الصغار الذين لا يتجاوز أعمارهم ست سنوات وليس ذلك فقط بل كانت أيضاً توزع المخدرات على جميع المراهقين الذين في الملجأ وكان كل ذلك سراً كان هدفها هو إفساد هذا المجتمع وإفساد أبنائه .
ولقد تطلعت الإحصائيات الحديثة إلى أن عشرين بالمئة من الشباب والشابات المراهقين قد تناولوا المخدرات والخمر ولو مرة في حياتهم فمن الذي يجعل هؤلاء الزهرات يلتهمون هذا السم الضار غير أمثال هذه المربية الشريرة .
وفي سن المراهقة يجب علينا أن نعتني بأولادنا نوجههم إلى الطريق الصحيح لا أن نتركهم يتيهون في الحياة ويخوضون في سراديبها المظلمة ويتطلعون إلى المخدرات والأشياء الممنوعة ويجدون فيها اللذة والمتعة بينما هي تقتلهم بصمت وتسحق هذه زهرة شبابهم اليانعة.. .
استطاعت المربية الفاسدة أن تكسب جميع الفتيات المراهقات إلى صفها عن طريق إعطائهم المخدرات .لم تستطيع أن تكسب يمنى إلى صفها ولكن كسبت صديقتها لقد كان الجميع يطلب منها المخدرات ولم تكن تعطيهم حتى ينفذون مطالبها المتعددة .
حاولت المربية التخلص من يمنى نهائياً لأنها كانت تقدم طلب للإدارة بتغيير المربية لأنها كانت تنشر الفساد في الملجأ ولأنها تقوم بأعمال منافية للأخلاق والإسلام في الملجأ ولكن كانت الإدارة ترفض قولها وتقول لها أنت فتاة تكذبين لماذا أنت الوحيدة تشتكين منها ولا يوجد أحد من الفتيات الأخريات يشتكي منها فإذا كانت المربية تفعل هذا فأعطنا الدليل وبالفعل لم يكن عند يمنى أية دليل يثبت صحة قولها وكانت الإدارة في كل مرة تدافع عن المربية .
ومرة من الأيام قبلت يمنى المخدرات من المربية وافتكرت هنا المربية ان يمنى انتهت وأصبحت تحت سيطرتها ولكن العكس كانت يمنى تقبل المخدرات حتى يكون لديها دليل تعطيه للإدارة وبالفعل أخذة يمنى المخدرات وقدمتها للإدارة وقالت لهم هذه الحبوب توزعها مربيتكم على جميع الفتيات الذين في الملجأ.
استطاعت يمنى أن تقنع الإدارة بأن مربيتهم توزع الحبوب على جميع الفتيات وافتكرت أن هذا الدليل يكفي لطرد المربية من الملجأ لم تكن تحسب حساب الفتيات المدمنات على المخدرات على أنهم سيشهدون مع مربيتهم .
أجريت التحقيقات بهذا الموضوع و سألت الإدارة جميع الفتيات, الجميع كذب يمنى وقالوا من ألحق هذه التهمة بالمربية هدفه هو إلحاق الأذى بها ولم يشهد أحد مع يمنى حتى صديقتها لم تشهد معها لأن المربية كسبتها إلى صفها عن طريق المخدرات .
وبما أن لا أحد يشهد مع يمنى صدقت الإدارة قول الفتيات ورفضت قول يمنى واتهموها بأنها مختلة عقلياً وأصبح الجميع يستهزء بيمنى وهنا يبدأ دور المربية كانت تريد التخلص من يمنى ولانتقام منها على الذي فعلته بها و ذلك عن طريق استغلال صلة الصداقة بين يمنى وسها ولقد كان ذلك عندما قطعت المخدرات عن سها وهددتها إذا لم تقتل يمنى سوف تقطع عنها المخدرات وتتركها تتعذب وإذا قتلتها سوف تكافئها مكافأة عظيمة .
ولكن سها رفضت هذا العرض المشؤوم والمحرم, رفضت هذا العرض الذي لا يمكن لأحد أن يقبل فيه ولماذا تطلب هذا الطلب من سها فقط وليس من فتيات أخريات لأن هذه المربية تريد أن تقتل يمنى عن طريق وضع السم لها في الطعام وبما أن سها كانت هي المسؤولة عن الطعام في الملجأ طلبت منها ذلك وكما ذكرت سها رفضت ذلك وقبلت أن تقطع المخدرات عنها فهي لن تقتل صديقتها مهما كان السبب ومهما كان الثمن وبالفعل قطعت المربية المخدرات عن سها وواجهت سها الصعاب بسبب قطعها عن المخدرات لكنها تجاوزت هذه الصعاب بعون الله لقد كان قرار سها جميل حيث كان لصالحها لأنها تركت السم الذي تأخذه والذي يهدم صحتها وحافظة على حياة ووجود صديقتها .
نعم هذا الصديق الحقيقي الذي يتخلى عن كل شيء حتى يدافع عن صديقه. الصديق الحقيقي هو الذي يضحي بنفسه لأجلك, الصداقة هي الوردة الوحيدة التي لا أشواك فيها والصديق الحقيقي هو الصديق الذي تكون معه كما تكون مع نفسك فما أجمل الصداقة وما أروعها .
الصداقة كلمة صغيرة لكن حروفها كثيرة المعاني هي الحب , هي الإخلاص والتضحية هي الأساس الصادق و المتبادل بين البشر .
يوماً بعد يوم ذهب الصيف وجماله وحره جاء الشتاء وبرده وثلجه ومطره فما أجمله وما أروعه عندما تهطل الأمطار في الخارج وتتساقط حبات الثلج البيضاء على الأرض ونحن جالسين في بيوتنا حول المدفأة لا نشعر بآلام البرد الموجود .
عمّ البرد كافة أرجاء المدينة والحارات وكافة المنازل وكافة الملاجئ.
الجالسين في منازلهم لا يشعرون بهذا البرد القارص الذي يحوم في الخارج ولكن المشردين واليتامى والجالسين في الشوارع والملاجئ كيف سيواجهون هذا البرد الهالك وهذه هي حالة يمنى فإن أبيها وزوجته جالسين في منزلهم الجميل الدافئ ولا يشعرون بالشتاء وبرده وهي جالسة في الملجأ الذي لا يوجد في أي غرفة من غرفه مدفأة سوى في غرفة المربية والمديرة لماذا هذا التمييز فما الفرق بين المدير واللاجئين فنحن جميعنا بشر جميعنا نريد أن نحمي أنفسنا من برد الشتاء القارص .
كان اللاجئين يعيشون حياة صعبة في فصل الشتاء لعدم وجود أية مدفأة في غرفهم و كانت تنتشر الأمراض بينهم في الملجأ لعدم الاهتمام الكافي بهم من جهة وبسبب البرد من جهة أخرى أما الإدارة لم تكن تكلف نفسها وتقوم بمعالجتهم وكأن هؤلاء اللاجئين ليسوا من البشر فنحنا جميعنا أخوة في الإسلام جميعنا خلقنا من أب وأم واحدة هما أبانا أدم وأمنا حواء , جميعنا خلقنا على هذه الحياة حتى تكون امتحان لنا للآخرة فكل شخص يأخذ جزاء عمله وهذه الإدارة السيئة والمربية الشريرة الذين ينشرون التفرقة وعدم العدل في الملجأ بين اللاجئين ماذا سيأخذون معهم إلى يوم الحساب لا يأخذون شيء سوى أعمالهم .
وبسبب شدة حقد اللاجئين للمربية وبسبب تصرفاتها التي لا تطاق و لا تحتمل قاموا بإشعال حريق في حجرة المربية كي يتخلصوا منها ومن شرها وكان ذلك في منتصف الليل حتى لا أحد يراهم حيث تم إشعال الحريق عن طريق قفل باب غرفة المربية حيث سكبوا المازوت إلى داخل الغرفة وقاموا بإشعال الحريق .
عمّ الحريق كافة الغرفة وانتشر في النهاية في كافة الملجأ وكلما حاولوا إطفائه كانت ألسنة اللهب تشتعل أكثر فأكتر و كأن عدم الاستطاعة على إطفاء الحريق دليل على غضب الله سبحانه وتعالى بسبب الفساد الذي كان ينتشر فيه و عمت الفوضى وأصوات اللاجئين كافة أرجاء الملجأ ووصل الحريق إلى غرف كل الموجودين في الملجأ فمات منهم من مات من وهرب من هرب وبقي من بقي وتشوه من تشوه .
وبعد جهد وعناء ووقتٍ طويل استطاع رجال الإطفاء إخماد الحريق .
وبما إن هذه المشاكل جزء من مسؤولية الشرطة والحكومة تم إخبارهم بهذه المشكلة واستلم هذه القضية المحقق فوزي, وكان هذا المحقق صديق والد يمنى ولقد اطلع المحقق على الجثث من بعد فحصها من قبل الطبيب الشرعي والتأكد من أن الوفاة تمت بسبب الحريق استطاعت المديرة التعرف على جثث البعض من اللاجئين والبعض الآخر لم تستطع التعرف على جثثهم بسبب التشوهات البليغة في أجسادهم ووجهوهم .
أما بالنسبة للمحقق فكان دوره هو معرفة من قام بإشعال الحريق في الملجأ وعندما اطلع على الأضابير التي تخص اللاجئين في الملجأ رأى بينهم إضبارة يمنى وبما أن العادة في العائلة هي أن يكون الاسم الثلاثي على اسم الجد وليس الأب افتكرها ابنة عمها لأن عمها متوفي وابنته تربيها والدتها فظن أن والدتها توفيت وتم وضعها في الملجأ ولكن كانت هذه الفتاة هي يمنى المظلومة التي وضعها والدها في الملجأ و أخبر المحقق والد يمنى بأن ابنة أخيه توفيت في الملجأ بسبب الحريق الذي حدث ولكن كانت هذه الفتاة هي يمنى وليست ابنة عمها وعندما سمع الأب هذا الخبر سقط على الأرض وأغمي عليه ,أنا تحدثت في السابق انه برغبته وضعها في الملجأ ولكن مهما كان تبقى يمنى ابنته تبقى من صلبه فسقط مريضاً على فراش الموت بسبب فقدانه لابنته ,لقد أحسّ بالذنب الكبير وأصبح يلوم نفسه لأنه وضعها في الملجأ كان يقول لنفسه لو أنني لم أضعها في الملجأ لما فقدتها ,لو أنني لم اسمع كلام زوجتي ,لو.......ولكن الندم أتى بعد فوات الأوان, ندم من بعد ما فقد ابنته وهل يفيد الندم بعد فوات الأوان لا لا لا يفيد ولكن كان خبر وفاة يمنى جميل جداً لزوجته الخبيثة التي كانت سبب أغلب مشاكلها .
ولكن يا ترى هل يمنى متوفية كما قال المحقق وأين دليله إذا كانت متوفيه هو استند فقط لشيء واحد وهو بما أن يمنى لم توجد في الملجأ من بعد الحريق ولم يجدوها بين الجثث التي استطاعت المديرة التعرف عليها ومن ناحية ثانية من خلال العقد الذي كان في رقبة يمنى حيث وجده في يد الجثة التي اعتقدوا أنها يمنى فإذن جثت يمنى هي واحدة من الجثث التي لم يتم التعرف عليها بسبب الحروق البليغة التي أصابتها ولكن يا ترى هل هذا التحليل صحيح أم لا .!!؟؟
ربما يمنى هربت يوم الحريق وربما غير ذلك هم اعتمدوا على الاسم فقط وعلى الأشخاص الذين تواجدوا بعد الحريق .
وهنا علم شقيقها بما حصل مع يمنى عند عودته من سفره وكان سبب عودته إلى البلد هو إخبار زوجة أبيه له بالذي حصل بوالده ولم يجد يمنى في المنزل فقص الأب القصة بأكملها على عماد و طلب الأب من ابنه السماح على الذي فعله به وبأخته قال له : سامحني يا فلذة كبدي سامحني لأنني جلبت لكم زوجة أب ظالمة لا تعرف الشفقة والرحمة سامحني على كل شيء فعلته بكم
قال له عماد:"إنك نادم يا أبي ولكن ندمك ليس له فائدة لأنه تم بعد فوات الأوان, ندمك لن ينفع يا أبي, لن ينفع بشيء أنت شتت العائلة وقضيت على مستقبل أختي أنت أبٌ ظالمٌ بكل معنى الكلمة إنني ذاهب ولن ترى وجهي أبداً فأنا ليس لدي أب يتخلى عني وعن أختي بسبب زوجته وأنا أرجو منك أن تنسى أنه كان لديك ولد اسمه عماد وخرج عماد من الغرفة التي وضع فيها الوالد بالمشفى و بدأت عيناي الوالد تتدفق منها الدمع بغزارة .
مرت الأيام وبقيت التحقيقات مستمرة بشأن الملجأ وبشأن من أشعل الحريق به.
و كان الأخ يتابع قصة وفاة يمنى كان يسأل المحقق دائماً على النتائج الذي توصل إليها بشأن قضية الحريق .
و كان يسأل اللاجئين في الملجأ وأخيراً توصل إلى نتيجة عن طريق طفل صغير كان عمره 10سنوات عندما سأل عماد الطفل عن يمنى هل يعرفها أم لا قال له الطفل نعم أعرف يمنى ومن لم يعرف يمنى صاحبة الأخلاق الحسنة لقد كانت طيبة القلب ولم تكن تحب الفساد وعندما سأل عماد الطفل متى رأيت يمنى أخر مرة قال له: الطفل رأيتها آخر مرة عندما هربت مع صديقتها قال عماد للطفل بسخرية كيف هربت يمنى وهي ميتة ثم قال الطفل إن يمنى ليست ميتة إنها مازالت حية وقال عماد أنت ما الذي دفعك لتقول هذا وما الذي أدراني إذا كنت تقول هذا حتى تلعب بأعصابي وإن كان الذي تقوله صحيح فأعطيني الدليل على ذلك ولماذا لم تقل للمحقق هذا الكلام .
وهنا جاء دور الطفل بالتحدث قال لعماد سوف أجاوبك على كافة أسألتك أولاً لم أقل للمحقق لأنهم يروني صغير السن ولن يأخذوا بكلامي ولأن يمنى عندما هربت أوصتني أن لا أقول للشرطة أو لمديرة الملجأ أنها هربت أما بالنسبة لكلامي فهو صحيح لأنني رأيت يمنى وهي تهرب مع صديقتها بعيني ثم سأله عماد ولماذا أنت لم تهرب مع يمنى فأجاب الطفل إلى أين سوف أذهب أنا لا أعرف أحد في هذه الدنيا أهلي جميعهم متوفين وأنا لا أعرف أقربائي من هم وأين مقيمين فأنا وحيد في هذه الدنيا فقررت أن أبقى في هذا المكان لعلى الحريق يلتهمني وأرتاح من هذه الحياة .
فقال عماد:ولكن المحقق كان متأكد أن يمنى ميتة و أعطلنا العقد الذي كان في رقبتها والذي كان مكتوب عليه اسمها قال الطفل: نعم العقد الذي أعطاك إياه المحقق هو ليمنى ولكن يمنى ليست ميتة فسأله عماد وهو يصرخ بوجهه فإذاً جاوبني كيف وصل العقد إلى يد المحقق قال له الطفل: وكادت عيناه تدمع بسبب خوفه من صريخ عماد وصل العقد إلى المحقق عندما حاولت يمنى الهروب من نافذة الحمام رأتها المربية ولقد حاولت الإمساك بها ولكن لم تستطع فتشاجرتا وقامت المربية بشد العقد الذي كان في رقبة يمنى وبقي العقد بيد المشرفة واستطاعت يمنى أن تتخلص من المربية وهربت من الملجأ وبعد هروب يمنى عمّ الحريق كل مكان و احترقت المربية وتوفيت وعندما رأى المحقق العقد بيد المربية افتكر أنها يمنى لكن يمنى مازالت حية صدقني وبعد ما قال الطفل هذا الكلام وهذه الحقيقة سأله عماد إلى أين يمكن أن تذهب يمنى جاوبه الطفل لا أعرف إلى أين ثم عانق عماد الطفل وقال له أنا أشكرك كثيراً لأنك أعطيتني أمل بأن يمنى ما زالت حية وغادر عماد الملجأ وأصبح يبحث عن أخته ليلاً ونهاراً وكان حائراً ولا يعرف إلى أين سوف يذهب .
أما بالنسبة لوالده لقد اشتد مرضه عليه وتم وضعه بالعناية المشددة وتوفي بعدها لقد كان الوالد ثري جداً وقبل وفاته أجبرته زوجته على أن يوقع على أوراق كان مكتوب فيها تنازله عن جميع أملاكه لزوجته إن كل ما حصل بالوالد كان بلاء من رب العالمين وعقاباً له بما فعله بابنته ولنكن جميعنا متأكدين أيضاً إذا يوماً ما ألحقنا الأذى أو الضرر بأحد فإن الله سوف ينتقم منا ويعاقبنا أشد العقاب أما بالنسبة للزوجة فقد استولت على جميع الأموال والأملاك وأصبحت ثرية جداً فباعت جميع المحلات وباعت البيت الذي كانوا يسكنوه وأخذت الأموال وهربت بهم إلى خارج البلاد .
أما عماد فعندما أخبره أحد أصدقائه بموت والده ذهب إلى منزلهم فوجد أنه قد تم بيعه وسأل الجيران من قام ببيع البيت فقالوا له إن ورثتكم أصبحت كلها ملكٌ لزوجة أبيك لقد باعت جميع المحلات والأراضي وأخذت ثمنهم وغادرت البلاد وهنا انهارت أعصاب عماد ولم يعرف ماذا سيتصرف وماذا سيفعل اختلطت الأفكار في رأسه ولم يعد يعرف ماذا سيفعل لا يعلم كيف سيجد أخته ولا يعلم كيف سيجد زوجة أبيه , أصبح وحيداً لا يوجد معيناً له .
لقد كثرت المشاكل على عماد ولم يكن يعرف كيف سيتخلص منها وبسبب ذلك لجأ إلى المخدرات وإلى شرب الكحول المحرمة .
نعم هكذا يصبح بالفرد مثلما أصبح مع عماد كثرت المشاكل والمسؤوليات والتساؤلات أراد أن ينسى كل شيء فلجأ إلى المخدرات وشرب الكحول ولكن تناول المخدرات زادت المشاكل على رأسه حيث لم يكن يعرف كيف سيجلب المال لأجل أن يشتري المخدرات فأصبح يلجأ إلى السرقة ويوماً ما فكر أن يسرق محل تجاري كبير حتى يتوفر لديه المال الكثير فأصبح يراقب هذا المحل حتى عرف كافة التفاصيل عرف متى يفتحونه وعرف متى يغلقونه و خطط من أجل سرقته , فتمت خطته وتم تنفيذها .
استطاع أن يدخل إلى المحل لكن من بعد ما دخل عليه كان المحل مجهز بأحدث أجهزت الإنذار لم يكن يعرف ماذا سيفعل بهذه المصيبة فر هارباً من الناس الذين التموا حول المحل فاستطاعت مجموعة من الرجال الإمساك به فتم تسليم عماد إلى الشرطة وقامت الشرطة بالإجراءات اللازمة فأخبرت صاحب المحل وما أن حضر هذا المالك حتى كان مجرد وجوده صدمة كبرى لعماد.
صاحب المحل كان أخته يمنى أخته التي كان يبحث عنها ليلاً ونهاراً يا الله يا الله ماهذا الموقف الحزين كلا الأخوين انصدما بهذا اللقاء المفاجئ كلاهما عانقا بعضهما البعض بقوة .
تفاجئ كل من يعمل بقسم الشرطة بهذه الحادثة فتنازلت يمنى عن حقها وطلبت من رئيس قسم الشرطة بإخلاء سبيل عماد .
ولكن يمنى من أين لها كل هذا المال وكل هذا الغنى والترف ؟؟؟؟؟
بعدما هربت من الملجأ مع صديقتها أصبحتا تبحثان عن عمل لهما كي تعيشان وتدبران شيء من المال حتى تشتريا به طعام يأكلونه ولكنهما لم تجدا أحد يعطف عليهما ويعينهم لأن جميع البشر في هذه الدنيا الفانية يقولون اللهم إني أسألك نفسي ونادراً جداً نرى أحد يعطف على المساكين والمشردين ولذلك قررت يمنى وصديقتها أن تعملان في البيوت أي مستخدمين أي أصبحتا خدم للبشر فعملتا عند عائلة غنية جداً و كان رب المنزل لهذه العائلة رجل صاحب نخوة وشهامة كان قلبه طيب كثيراً كانت زوجته لا تنجب الأولاد وهو كان يحلم بولد يحمل اسمه يدير أعماله وأشغاله فعندما بدأت يمنى بالعمل عند هذه العائلة أحبها صاحب المنزل ولقد ازداد إعجابه بها من بعد ما عرف قصتها بالكامل نظراً للصعوبات التي تحملتها في حياتها
فطلب منها الزواج ووافقت لقد كانت تريد السترة فقط لم تكن تنظر إلى عمره او إلى شكله لقد كانت بحاجة إلى أحد يحن ويعطف عليها كانت بحاجة إلى أحد ينسيها الماضي المشؤم .
ولقد عاشت حياة جميلة مع زوجها الذي عوضها عن كافة الحنان الذي فقدته الذي لم تحس به بصغرها ومن بعد زواجهما كتب لها المحل الذي حاول عماد سرقته بإسمها ولقد وجدت أخيها وعاشا حياة سعيدة ولقد أنجبت يمنى طفل من بعد زواجها بعام و عالجت أخيها من إدمان المخدرات ومن بعد ما شفي عاد إلى دراسته خارج البلاد حتى تخرج اما بالنسبة لصديقتها أيضاً تابعت دراستها وتخرجت وأصبحت مهندسة متميزة وهكذا عاشت الأسرة مترابطة مع بعضها البعض .
نعم هذه هي الحياة من أمن وصبر وتمسك بالله تعالى سوف يجعل له مخرجاً وسوف تفرج عنه عاجلاً أم أجلاً وسوف يعوضه الله عن كل شيء فلماذا لا نعتبر من هذه القصة ونتمسك بالله و نلجأ له في السراء حتى لا ينسانا بالضراء فكلما حدثت معنا مشكلة يجب علينا أن نتمسك بالله ونزيد إيماننا به فوالله ديننا دين عدل وسلام وإن الله قادر على كل شيء .
تأليف: إيمان محمد أديب الحزوري
كانت هذه القصة من أليف فتاة عمرها 15
أسفة إذا طولت عليكم
